في كتابه “الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات فى الخطاب والطرح”، ( وكالة الصحافة العربية – القاهرة ) أكد الدكتور خالد محمد غازي، أن الصحافة في مجملها – والعربية بوجه الخصوص – شهدت مع نهاية القرن العشرين وأوائل القرن الحالي ثورة هائلة؛ تمثلت في نظم الاتصالات الرقمية واستخدام الإنترنت، بوصفه واحداً من أهم الإنجازات التي وصل إليها الإنسان في مجال الاتصالات؛ الأمر الذي استدعى إعادة هيكلة وبناء الأنماط الأساسية للصحافة، بدلاً من الأنماط المتعارف عليها لعقود مضت.
ويري د. غازي في أن الفكر الإنساني شهد ثورات أحدثت تحولاً كبيراً في الاتصال المعرفي؛ بدءًا باللغة واختراع الكتابة، مرورًا بالطباعة والآلات الكتابية وماكينات التصوير، والتي أسهمت جميعها – بأطوار مختلفة – في تخطي الحواجز الجغرافية، وصولًا إلي ثورة الكتابة في الفضاء الإلكتروني، والتي لا يمكن بحال إغفال تأثيراتها الإيجابية في وسائل الإعلام المختلفة من خلال النشر الإلكتروني، ومحطات الإذاعة والتليفزيون، ونقل الأخبار والصور والأفلام، وسرعة نشر الحدث.
ويفند المؤلف عددًا من أهم النقاط التي ارتآها دافعًا وراء الولوج إلى بلاط “صاحبة الجلالة”؛ جاء أولها متمثلًا في “مشكلة البحث”، وفي إطارها أشار إلى أن تاريخ وسائل الإعلام يؤكد أن ميلاد وسيلة إعلامية جديدة لا يؤدي بشكل آلي أو آني لميلاد لغة خاصة بها، بل تظل هذه اللغة رهينة جملة من العوامل الداخلية المرتبطة بالجانب التقني للوسيلة وطريقة تنظيم عملها والعوامل الخارجة على الوسيلة الإعلامية؛ موضحًا: أن الإذاعة استعانت في انطلاقتها بلغة “الصحافة المكتوبة” في نشراتها الإخبارية؛ حيث كانت تتلو ما كتبته الصحف، لكن سرعان ما فرضت لغتها الخاصة، المستلهمة من اللغة اللفظية التي تمتاز بتلقائية المحكي.. ويتابع: لذا؛ فاسترجاع تاريخ وسائل الإعلام يكشف لنا المسار الذي سلكته كل وسيلة إعلامية في فرض ذاتها على البيئة الاجتماعية والثقافية، وفي بسط لغتها الخاصة في علاقاتها مع الجمهور، فضلًا عما يمثله قاموس المصطلحات التقنية والفكرية المرتبط بهذه الوسيلة الإعلامية أو تلك، من دليل على وجود اللغة الإعلامية الخاصة بها؛ إذ إن وسائل الإعلام لم تولد مكتملة البناء، بل تنمو وتتطور في شكلها ومضمونها ضمن مسار معقد من التأثير والتأثر.
أما ثاني تلك الدوافع، فكان “تساؤلات بحثه “، والتي يدور معظمها في فلك تأثير التقنية الرقمية في الصحافة وأنماط واتجاهات الصحف الإلكترونية العربية والأطر المستحدثة التي تتكامل فيما بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية، ليخلص غازي منها إلي “أهمية البحث”، والتي تكمن في كونه من البحوث العلمية الحديثة التي تركز علي استخدامات ودور وسمات الصحافة الإلكترونية في المجتمع العربي.. كاشفًا عن الوظيفة الإعلامية المهمة التي تقوم بها هذه النوعية من الإعلام، في خطوة منه لتقديم إضافة نوعية للمكتبة المتخصصة، ليكون محفزًا لبحوث أخرى تتناول مفردات وجزئيات أخري من الموضوع تستحق الدراسة.. طامحًا في التوصل إلى مجموعة من الأهداف تسمح بالتوصل إلى مؤشرات علمية تسهم في تحديد واقع الوظيفة الإعلامية للصحافة الإلكترونية العربية، والتوصل إلى نتائج هادفة لتسهيل عملية الاتصال والتواصل فيما بين الوسيلة الإعلامية والمتلقي لها، لتقوم بواجبها المنوطة به، إضافة إلى تحديد المعوقات التي تعرقل قيام الصحافة الإلكترونية بدورها في المجتمع، وتأثير هذه المعوقات في وسائل الإعلام الأخري، وكذا تحديد الضوابط التي تضبط عمل الصحافة الإلكترونية في إطار التشريعات التي تكفل حرية الرأي ومواثيق الشرف المهنية.. مستندًا في ذلك إلى طروحات نشأة الصحافة العربية الإلكترونية والتحول الرقمي وظهور الإنترنت كوسيط إعلامي، وأنماط واتجاهات الصحافة الإلكترونية العربية والمؤسسة على تباين الواقع من خلال حرية الرأي والتسويق السياسي والدعاية المضادة والتشريعات والرقابة ضمن نماذج عربية.
المنهج الوصفي
وانتهج د. غازي في بحثه أكثر من منهج، غلب عليها منهج البحوث الوصفية؛ والذي لا تقتصر أهدافه علي مجرد جمع الحقائق، بل يتجه إلي تصنيف البيانات والمعلومات والمعطيات وتحليلها تحليلاً دقيقاً كافياً، ثم الوصول إلي تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة موضوع الدراسة؛ الأمر الذي اقتضي تنفيذ مهام بحثية للوصول إلي نتائج واقعية وميدانية للكشف عن دور ووظيفة الصحافة الإلكترونية العربية، واهتمامات مستخدميها ومدي الاستفادة منها.. إلا أن البحث واجهته صعوبات تمثلت في كونه لا يشمل قطرًا عربيا بعينه، بل يدرس الصحافة الإلكترونية العربية كحالة أمام الصحافة الإلكترونية في العالم، فضلاً عن غياب الإحصائيات العربية الدقيقة الخاصة بعدد ونوعية متصفحي الصحافة الإلكترونية، إضافة إلى قلة المراجع والمصادر نظرًا لحداثة الموضوع؛ مما حدا بالمؤلف إلى القيام بعمل مسح لأهم مكتبات الجامعات العربية، خلص منه إلى عدد من التساؤلات الرئيسية التي تضمنها البحث وأجاب عنها؛ أهمها: هل تختلف الصحافة الإلكترونية العربية عن نظيرتها الورقية؟، وأين يكمن التشابه والاختلاف؟، وهل توجد سمات تميز الصحافة الإلكترونية العربية على وجه التحديد؟، وهل يقف المطبوع والإلكتروني أمام تحولات مفصلية؟، وإلي أي مدي استثمرت الحكومات الرسمية والجماعات المعارضة الصحافة الإلكترونية كمنبر إعلامي؟، وما مدى إمكانية تناول باحثين آخرين موضوع البحث بالدراسة والتحليل من زوايا واتجاهات أخرى تطوره وتضيف إليه؟
كتاب ” الصحافة الالكترونية العربية ” للدكتور خالد غازي
وجاء الكتاب في أربعمائة واثنتين وخمسين صفحة من اقطع الكبير، مشتملة علي مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة؛ تناولت المقدمة مدخل البحث والإطار المنهجي له، تلاها الفصل الأول: “الصحافة والتقنية الرقمية.. الأسس وآفاق المستقبل”؛ مقسمًا إلي أربعة مباحث؛ تناول الأول منها: “طروحات نشأة الصحافة والتحول الرقمي”، والثاني: “الإنترنت كوسيط إعلامي للصحافة الإلكترونية”، والثالث: “أنواع الصحف الإلكترونية العربية: أنماطها واتجاهاتها”، والرابع: “سمات الصحافة الإلكترونية العربية”.. بينما خص المؤلف الفصل الثاني لتناول “صحافة الإنترنت العربية.. أطر قديمة وأخري مستحدثة”، والذي جاء في أربعة مباحث، تضمن الأول منها: “المطبوع والإلكتروني.. واقعه وتحولاته”، والثاني: “حرية الرأي جوهر حرية الصحافة”، والثالث: “المدونات ومفهومها ونشأتها وانتشارها”، والرابع: “التسويق السياسي والدعاية المضادة”، ليأتي الفصل الثالث مفندًا لـ”اتجاهات الصحافة الإلكترونية المؤسسة علي تباين الواقع”، عبر أربعة مباحث؛ حاول الأول منها الإجابة عن سؤال: كيف تنظر السلطة السياسية للصحافة الإلكترونية كوافد جديد علي الإعلام؟، فيما تعرض المبحث الثاني لتشريعات الدول العربية للصحافة، خاصة الإلكترونية، أما الرقابة علي الصحافة في العالم العربي، فكانت موضوعًا للمبحث الثالث.. وتناول المبحث الرابع: “أخلاقيات الإعلام الجديد ومواثيق الشرف المهنية العربية”.. أما الخاتمة، فتناولت الخلاصة والتوصيات التي توصل إليها الباحث.
حداثة الطرح
إن الحديث عن صحافة الإنترنت العربية، في الوقت الراهن، هو بحث عن واقع لايزال يشكل ملامحه من خلال حداثة الطرح، وعدم اكتمال المحتوى، والتحديات التى تواجهها هذه الصحافة ذات الملامح التطورية.. وتساءل: هل ينمكن لنا أن نطلق عليها إعلامًا الكترونيًا، أو وسيطًا رقميًا لمطبوعة؟.. وبالنظر إلي الشكل والتاريخ للصحف بوصفها مطبوعات، واعتماد الصحافة الورقية حتى الآن على عمل نسخ مصورة (P.D.F) من صفحاتها الورقية فى موقعها الإلكترونى على شبكة الإنترنت، ولحداثة تجربة الكتابة عبر الوسيط الرقمى وغيرها من المستجدات الإعلامية، التى أخرجت الصحافة من حيز الخدمة المدفوعة إلى حيز الخدمة المجانية، يتراءي لنا أن التحقيق الجديد الذي استطاعت الصحافة إحرازه؛ هو: وجود معلومات مجانية كثيرة فى كل مكان من الكرة الأرضية، تلك التى وفرها الإنترنت ومن خلالها تساوى كل الناس فى امتلاك المعلومات.. ولكن: هل تقدم الصحافة الإلكترونية في واقعنا العربى عموماً، بديلاً مجانياً حقيقياً للصحف التقليدية “الورقية” حتى وإن كانت هذه الصحف مجانية؟!
ويرصد د. خالد غازي من خلال متابعته ورصده للمعلومات المتاحة حول النشر الإلكترونى، إلى أن واقع النشر الحالى بحاجة إلى تطوير فى مضمون الرسالة؛ إذ إنه رغم ما قيل عن المنافسة والتوسع والإحلال وغيرها من المصطلحات التفاؤلية لتحولات هذا الواقع، إلا عائق الوصول لأكبر شريحة من المستخدمين يظل متربعًا علي عرش العوائق التي تواجهه؛ نظرًا لمجانية المعلومات والدعم الفنى، والتي تقف – بحسب المؤلف – حائلاً دون تطور هذا النوع من الصحافة فى عالمنا بما يلائم حاجة المستخدمين.
وتطرق المؤلف إلي حدود حرية الرأى والتعبير فى هذا الفضاء الواسع الذى من المفترض ألا يخضع للرقابة أو المصادرة، متعرضًا لمفهوم الحرية بشكل عام ليصل إلى مفردات القدرة على الاختيار وامتلاك الإرادة الكاملة من مرتكزات الحرية الفردية؛ ومنها: حرية الرأى والتعبير، واللذين يمثلان دعامة الخطاب الإعلامى الإلكترونى الذى يشكل خيار المواطن الحر فى صناعة وتلقى صحافته وإعلامه.
وأضاف: واستطعنا أن نصل عبر مقاربة هذه الحرية بين الشرق والغرب إلى صحافة المواطن “المدونات”، بوصفها البوتقة التى تنصهر فيها هذه المفردات لتصنع خطاب الحرية والاستقلال الإعلامى، لكن الانحرافات التى يمارسها البعض تملأ فضاءات المعرفة التى تمت إزاحتها خارج حدود الواقع إلى مساحة التداخل بين التسويق السياسى للأفكار والتيارات والبرامج الانتخابية من خلال تساؤل نصه: من يضمن براءة المحتوى؟ وهل ثمة حدود لهذا التسويق والتسويق المضاد له؛ للكشف عن الاستخدامات التى يمكن وصفها بالسلبية لهذا الواقع الجديد وتحولاته، ليؤطر بهذه التساؤلات ومحاولاته الإجابة عنها الإطار النظرى الذي يسهم في وضع ملامح ونتائج الدراسة.
وعلي صعيد ذي صلة، تطرق المؤلف إلي أن السلطة فى مفهومها الأولى والطبيعى، ومن ثم الثقافى تشكل قمة هرم (المستقر والثابت)؛ فالطبيعى أن تصبح السلطة ضد التحديث والتطوير.. إلا أن أشكالاً أخرى تفرضها الوقائع على العلاقة بين السلطة والجديد، ربما كان من ضمنها التفهم، والتحفظ، والاختلاف، وغياب ملامح الجديد، لذلك كان لزامًا التعرض إلي مفاهيم السلطة داخل سياق نشأتها وتطورها؛ نظرًا لحاجتنا إلى تعامل مختلف مع السلطة من ناحية، ويضمن للصحافة حريتها فى فضاءاتها الرقمية من ناحية ثانية.
ويتابع: وفي ظل ما تعايشه مجتمعاتنا العربية المحكومة بالسلطات التى تقيد – عملياً – الحريات، ولا تسمح بعملية التحديث والتطوير، إلا بعد إظهار هوية التحديث، وبيان سلامة محتواه، باتت الحاجة ملحة إلي حزمة من التشريعات الجديدة، خاصة وهذه الأشكال المتباينة من القيود على الحريات، تتسع وتضيق حسب كل دولة، وكل منطقة.
مستعرضًا لنماذج متعددة من أشكال التشريع فى أنحاء مختلفة من خريطة العالم العربى مقارنة بالآخر المختلف غرباً؛ ليصل إلي أن مفهوم الرقابة التى تحولت مع الزمن إلى أمر واقع سواء كانت قانونية أو غير قانونية تولد من السلطة.. إلا أنه ألمح إلي أنه ومع غياب الرقابة بمدلولها التقليدى، وافتقادها بين الحين والآخر، لزم علينا البحث عن أشكال أخرى للرقابة على الفعل وفاعله؛ لأن الرقابة فى الصحافة الإلكترونية أكثر تعقيداً من الصحافة التقليدية؛ مؤصلًا بأخلاقيات النشر ومواثيق الشرف المهنية، إطارًا عامًا ينظم علاقة “الكلمة” بالمجتمع بواسطة السلطة التى مهما بلغ تعسفها أو استقرارها فلم تزل تفتقد لآليات الرقابة الداخلية على مواقع وحريات ومدونات الإنترنت فى العالم العربى.
صحافة المواطن
وفيما يتعلق بصحافة المواطن، أكد د. غازي، أنه مفهوم تشكل منذ حقبة معينة تحول فيها المتلقى من متلقٍ سلبىٍ لمحاضرة أحادية الإرسال، إلى محاضر آخر من خارج المنصة، من القاعة، يرسل ويصنع ما يلقيه فى ساحة الصحافة، وبالتالى فهو يعلق ويصحح ويناقش وربما يصبح بهذا المفهوم ثمة شاهد عيان على كل حدث وفى كل موقع.. ويضيف: بدأ مصطلح “صحافة المواطن” فى التبلور عقب هجوم هائج قام به أحد المسلحين داخل الحرم الجامعى بجامعة فرجينيا، وكانت الرسائل النصية الهاتفية القصيرة هي وسيلة الاتصال الأساسية خلال الساعات التى اكتنفها الغموض قبل انتهاء الهجمات، واعتمدت وسائل الإعلام القومية ووسائل الإعلام الإلكترونية على المحتوى الذى أنتجه المستخدمون لتغطية أنباء المأساة التى أودت بحياة ثلاثة وعشرين طالباً وعضواً فى الهيئة التعليمية وفى الإدارة! وخلال هذا الهجوم كانت محطات البث الرئيسية وبينها الـ”سى. إن. إن” كثيراً ما تفتح موجاتها الهوائية مباشرة على مدونات الطلاب وغيرها من تقارير شهود العيان على الإنترنت، مولدة بذلك تغطية إخبارية مباشرة وفورية لم تكن متاحة مطلقاً عبر المصادر الأخرى.. لافتًا إلي عدد من استطلاعات الرأى، والتي أشارت إلي تنامى الاهتمام بمتابعة المدونات أو الإعلاميات الشخصية (Blogs) عبر الإنترنت، وتناميها فى أوساط الشرائح الشابة، حيث وصلت نسبة من يتصفح الإنترنت بدرجة منتظمة من الشرائح العمرية الكبيرة 33% ، ومن هؤلاء 82% يتابعون المدونات أو الإعلاميات الشخصية (Blogs)، وفى المقابل فإن 19% من الشرائح العمرية الصغيرة يتصفحون الإنترنت، ومن هؤلاء توجد نسبة 44% يتابعون المدونات أوالإعلاميات الشخصية.
وفي خاتمة الكتاب، أوصى د. خالد غازي بضرورة وجود تشريعات كضابط للممارسة الصحفية الإلكترونية في الدول العربية، نظرًا إلي أن عدم وجودها يخلي المسألة من الضوابط الفاعلية، ويجعل هناك خروجًا علي القيم والأخلاقيات والآداب العامة في المجتمع، الأمر الذي يعني وجود ابتذال وانفلات واضحين في الصحافة الإلكترونية، يستتبعه بالضرورة تدهور العمل الصحفي، بل وتحوله إلى معول هدم أخلاقي بشكل أكثر سفورا، وأنه لابد من الوصول إلي أعلي صورة فاعلية؛ كي تكون صحافة بحق، إضافة إلي ضرورة تفعيل مواثيق الشرف المهني علي الصحافة الإلكترونية. ولفت الباحث إلى أن التحلي بالأخلاق في العمل الصحفي فن وإحساس بالمقام الأول.. منوهًا إلى ضرورة إعلان قيم الحريات الصحفية في ظل حماية قانونية ودستورية للصحفي والمجتمع والاستفادة من تجارب دول العالم المتقدمة في هذا المجال، كما أوصي بضرورة التعمق في دراسة بنية التطور في الصحافة الإلكترونية العربية التي تتطور وتزدهر كل يوم، على أن تتم الاستفادة من التجارب المميزة عالميا في هذا المجال.
هيثم صلاح
Reviews are disabled, but trackbacks and pingbacks are open.