الصحافة الإلكترونية في ندوة بعمان

عقدت في عمان حلقة نقاشية عن الصحافة الإلكترونية، تناولت مفهوم هذا النوع من العمل الصحفي وتطورها وتشريعاتها في الدول العربية ودور ميثاق الشرف الصحفي بشأن الالتزام في الطرح.

 وتبادل المشاركون في الندوة التي نظمها اتحاد كتاب الإنترنت ورابطة الكتاب الأردنيين وجهات النظر حيال هذه القضية التي تشهد عمليات مد وجذر بين المشتغلين فيها والحكومات “التي تسعى لتكبيلها أو تطويعها”.

 واتفق الجميع على وضع ضوابط “حتى لا يتم المساس بقضايا المجتمع وتفتيت هويته تلبية لمصالح من يسعون للشقاق والفرقة لكن من دون فرض رقابة أو تكبيل لحرية الرأي”.

 وفي حديث للجزيرة نت قال الدكتورخالد محمد غازي، أحد المشاركين في الندوة “نحن ضد الاصطياد في الماء العكر والتشهير بأشخاص أو بدول أو أنظمة للنيل منها”، معتبرا أن “النقد من أجل النقد تصرفا صبيانيا وتشهيرا وعبثا من المفترض أن يعاقب عليه القانون لحماية المجتمع”.

 وأضاف غازي – الحاصل على شهادة الدكتوراه في الصحافة الإلكترونية – إن “الحكومات تنظر لحرية الصحافة على أنها ترف تمنحه للعاملين في صناعة الرأي العام لاستقطابهم وكأنها تتعامل بمبدأ من منح هذا الحق قادر على سلبه، لكن الصحافة الحرة يجب أن تكون حارسة لحرية الرأي والكلمة والإنسان”.

 ومضى يقول “إذا كان لا سبيل للالتزام بمعايير ميثاق الشرف لأي صحيفة إلكترونية فلا داعي لأن نلوث هذا الميثاق بمكاسب أقل ما توصف أنها غير مهنية ولا أخلاقية”.

 ويرى غازي أن “الحكومات والأنظمة العربية تدفع المنظمات والنقابات لسن مواثيق حتى يتسنى من خلالها تكبيل حرية الرأي بدعوى ميثاق الشرف”، واعتبر أن “بعض الأنظمة لا تتورع عن سجن مدونة لا يتجاوز عمرها 16 سنة”.

مرصد توثيقي

من جهته قال رئيس اتحاد كتاب الإنترنت مفلح العدوان للجزيرة نت إن “ارتفاع سقف الحرية ومناقشة المواضيع السياسية والاقتصادية دون رقيب أعطى زخما للمواقع الإلكترونية في الأردن، لكن البعد التجاري والإعلاني والدعم جعل من بعضها ناطقا بلسان أشخاص وجهات”.

ورأى أن المواقع الإلكترونية بالأردن غير ملزمة بقانون المطبوعات والنشر بتفصيلاته وإنما هناك تطبيقات تدخل في إطار كيفية توجيه واستخدام تلك القوانين.

وعن موقف الاتحاد من سجن واعتقال كتاب الإنترنت قال العدوان إن لجنة قانونية تتابع القضايا الخاصة وهناك توجه لإقامة مرصد لتوثيق قضايا الحريات على فضاء الإنترنت ومتابعتها.

تحولات تقنية

أما الناقد حسين نشوان فرأى أن ظهور الصحافة الإلكترونية ارتبط بتحولات تقنية مثلت انقلابا في تحالفات القوى الإنتاجية أو المسيطرة على العالم.

وذكر أن “التحالف اتسع ليكون سياسيا وماليا وإعلاميا ولم يعد يحتاج لقدم إعلامية على الأرض بل إلى جناح يحلق في الفضاء للوصول لأي كهف في العالم”.

بدوره رأى الكاتب جعفر العقيلي أن الأسئلة كثيرة حول خطاب الصحافة الإلكترونية العربية ومضامينها والتزامها بالأعراف والمواثيق المعمول بها، وتطرق للمواجهة في الأردن بين الصحافة الإلكترونية والحكومة بشأن إخضاع هذه الصحافة لقوانين المطبوعات والنشر دون أن يحدد موقفه منها.

 وفي حديث خاص للجزيرة نت قال أستاذ الإعلام والاتصال في جامعة الشرق الأوسط بالأردن الدكتورعصام سليمان الموسى إن “الصحافة الإلكترونية تكتسب شعبية لأنها تقدم نبض الناس الذين يستطيعون التعامل معها وليس بالضرورة اعتماد المصداقية كأساس للعمل الصحفي المتعارف عليه”.

 ويرى أن هذه الصحافة تتمتع بنوع من الحرية التي أوجدتها تكنولوجيا الاتصال لأنها تسمح بتقديم وجهات النظر المختلفة وتخرج على النمط السائد الذي يخضع لرقابة حراس البوابة الإعلامية.

 ونبه الموسى لعدم وجود انضباط في الصحافة الإلكترونية وقال إن مواثيق الشرف التي تقدمها بعض المواقع تعكس موقفها.