يقدم الدكتور خالد غازي في كتابه “الطيب صالح : سيرة وشهادات من محطات العمر” نظرة شاملة على حياة وأفكار الكاتب الكبير الطيب صالح. يستند الكتاب إلى لقاءات متعددة أُجريت في أماكن وأزمنة مختلفة على مدى حياة الطيب صالح. يُقدم الدكتور خالد غازي بعضا من تلك اللقاءات، يشير فيها إلى ذكرياته وأفكاره ورؤاه الشخصية. هذه المضايا تكون نتاج تفاعله مع الطيب صالح واستفساراته التي أثرت فيه.
يتناول الكتاب الذي صدر عن ( وكالة الصحافة العربية – القاهرة ) تفاصيل حياة الطيب صالح ويستعرض آرائه في مواضيع متعددة تتعلق بالأدب والمجتمع العربي، وكذلك القضايا السياسية والإبداعية. يُلقي الضوء على تجربته ومساهمته في الأدب والثقافة العربية وكيف أثرت أعماله بشكل واسع، سواء من خلال الترجمة إلى لغات أخرى أو من خلال الدراسات الأدبية التي تناولت أعماله.
بعد وفاة الطيب صالح في 18 فبراير 2009، قام أصدقاؤه بتقديم شهادات إنسانية تعبر عن تجاربهم وذكرياتهم معه على مدى مراحل حياته، بدءًا من طفولته وصباه وشبابه ووصولاً إلى محطاته الإنسانية ورؤاه وفلسفته في الحياة والكتابة. تم اختيار هذه الشهادات بعناية لتقديم صورة شاملة للطيب صالح كما كان، ولكي نسلط الضوء على تأثيره وإسهاماته في الأدب والثقافة.
ويعتبر الطيب صالح واحدًا من أبرز الروائيين العرب الذين نالت أعمالهم اهتمامًا عالميًا وعربيًا واسعًا. تتميز أعماله بالتفرد والتميز عن الرواية التقليدية، وتعتمد على استخدام اللغة بشكل فني يمزج بين عبق التراث السوداني والثقافة العربية والتأثيرات الغربية. يُصوِّر الحياة والإنسان بأسلوب فريد يجعل قراءته تجربة استثنائية ومثيرة.
يشتمل الكتاب على مقدمة تُعَد شهادة ودراسة شاملة حول شخصية الروائي والإنسان الكبير الطيب صالح. يُقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين.
في القسم الأول، الذي يُعنى بـ “أوراق من محطات الزمن”، يقدم المؤلف مجموعة من الحوارات الفكرية التي أُجريت بينه وبين الطيب صالح. يُحاكي المؤلف هذه الحوارات بعبارات وآراء الطيب صالح، مرتبطة زمنيًا بالسيرة الذاتية والحياة الشخصية للطيب صالح. تحتوي هذه الحوارات على عناوين مثل “أصابتني لعنة الهجرة إلى الشمال”، و “أنا عابر سبيل وحياتي تمت بالصدفة”، و “الكتابة تصبح أصعب عندما يكون الواقع أغرب مما يتخيله الكاتب”، و “السياسة ‘مفسدة’ تقتل الإبداع”.
أما القسم الثاني الذي يحمل عنوان “البوابة الثانية”، فيُقدم شهادات من قريبين وأصدقاء الطيب صالح، الذين ساهموا معه في رحلته في عالم الكتابة الإبداعية. تُسجل الكتاب شهادات من أشخاص مثل إبراهيم الصلحي، وأحمد عبد المعطي حجازي، وبشير محمد صالح، ود. حسن أبشر الطيب، وصلاح أحمد محمد صالح، وغيرهم من المهتمين والأصدقاء.
في الختام، يتضمن الكتاب مبحثًا قصيرًا بعنوان “اضاءات” يقدم فيه المؤلف فهرسًا وتوثيقًا لمؤلفات الطيب صالح وأهم الكتب والأبحاث والأطروحات الجامعية والترجمات لأعماله. هذا المبحث يعتبر مرجعًا هامًا لجميع الأشخاص الذين يهتمون بأدب الطيب صالح والرواية العربية.
نائل عبد العزيز
جريدى ( الرأي ) الكويت
Reviews are disabled, but trackbacks and pingbacks are open.