د.خالد غازي
أية مدينة هي ؟! حملت علي كاهلها تاريخا طويلا ً، يضرب بجذوره عبر العصور إلي ما قبل الديانات السماوية زهرة المدائن مدينة السلام والحرب مدينة الرسالات والأنبياء كل الأجيال عربية كانت أو غير عربية ، أن القدس بالنسبة لليهود ليست مجرد شعار بل هي حلم قديم ومرجع لابد منه ، لأن الهوية اليهودية الإسرائيلية تحتل شقين أحدهما يتعلق بالكيان ذاته، بينما يتعلق الشق الثاني بالقدس ، فبدون القدس ليس هناك كيان و القدس يتبعها الكيان تلقائياً طالما تحتل جوهره هكذا إسرائيل قد انطلقت من القدس بمجرد إحتلالها عام 1967 لتعد هذه الانطلاقة وكأنها تجديد للنشأة الأولي باعتبار أن القدس في قاموس الطموحات اليهودية هي إسرائيل وإسرائيل هي القدس ومن أجل إيضاح جوانب عديدة لعمليات التزوير والتعتيم وإبراز الحقيقة التاريخية كان لابد لنا أن نقلب أوراق التاريخ رغبة في كشف الحقائق ووضعها في موضعها الذي يجب أن تكون عليه في ظل تضحيات فلسطينية عربية تبذل ودماء تراق وسلام يشبه السراب لعلنا نلمسه من مقولة الحاخام الاسرائيلي جونا ثان بلاس إن السلام يعني الكثير لكن القدس شيء أثمن من السلام؟ فهل تصبح القدس بالنسبة للعرب أرخص من السلام الإسرائيلي ؟ وبعيدا عن المؤامرات والدسائس والمزايدات و أبواق الدعاية لندع الحقائق تجيب: من هو صاحب الأرض ؟ ومن هو صاحب الحق في السيادة عليها ؟ وإذا كذب اليهود الحقائق ورضي العرب بماهو كائن علينا إذن أن نتساءل : لماذا يقبل العرب بعد أكثر من 1400 عام من عروبة القدس تهويد المدينة راضين بالصلاة تحت الحراب الإسرائيلية في الأقصي الأسير وتحت حصار الكنائس، ويشترون بما يتوهمونه سلاما مصيرا مشكوكا فيه ، ومستقبلاً يكتنفه الغموض غير أن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا – أيضا – هو: هل يمكن لإسرائيل أن تتنازل عن القدس ، خاصة في ظل مايعانيه العرب وما تتمتع به إسرائيل اليوم ؟! من خلال تلك الدراسة حاول المؤلف البحث عن الحقيقة مدعماً دراسته بأراء وشهادات وتساؤلات وتصورات حول القدس لنخبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين من مختلف الانتماءات والتيارات والأجيال والذين أكدوا أنه إذا كانت تلك المدينة بالنسبة لليهود قضية الهوية المفقودة ، فإنها للعرب الكيان المغتصب .