المرأة .. هـمّ مزمنٍ وأمل نحيل في قصص خالد غازي !

 عـذاب الركابي

 

في قصص “خالد محمّد غازي” تظهرُ المرأةُ بطلةٌ ومرتكزا رئيسيا، وهَو بأسلوبهِ القصصي السهل الممتنع ، يتجاوزُ في المرأةِ – البطلةِ شكلَها ومظهرَها ، ويسبرُ أغوارهَا ، هي قراءةٍ المرأةٍ من الداخل ، ·· تارةً يشاركها حلمها الجميل منتمياً ومباركاً لهُ ، وتارةَ أُخري يأخذُ بيدها إلي الخلاص ·· إلي النَّهر الكرستالي ·· نهر الحلم الذي تسعي لهُ ، هُوَ بصدقِ أبطال قصّصهِ ، وبدفءِ الكاتب الجاد يشاركهُم همومَهُم المستعصية ، فتصيرَ جزءاً من همِّهِ ·· بل هي جزء من رؤيتهِ وفكره : “ها أنتَ تسكنُ في النبض ·· تتغلغلُ في ضلوعي ·· صرت قضيتي ومصيري” ص20 ·

القاصُ خالد غازي ، يختار موضوعات قصّصيةِ من واقعٍ معاش ، لا يخونُ ذاتَه وفكرَهُ وهو يكتبُ ، وهُوَ الخاشعُ لإيقاع كلمة هادفة ·· مضيئة ، تولدُ منفلتة كثيراً علي زمنٍ مراوغ ·· ، زمن يحتالُ علي أبطالهِ ، يجرّدهم من لون وجوههم ، وورداتِ شبابهم ، ونعومة أيديهم لكنّه لا يصلُ إلي نبض قلوبهم المفعمة بالحياة ·· وحركة أجسادهم الكونية ·· رُبَّما يُربك حركة أصابعهم لكنَّهم يسخرونَ من دقائقهِ المرّة ·· القلقة كبيت من رملٍ وقشٍ : “وأنا في طريقي إلي مكتب البريد ، أقابلُ أُناساً ربطتني بهم عادة الرؤية اليومية ·· تلك فاطمة التي تبيع الورق والأقلام جالسة أمام مكتب البريد ، فاطمة هذه فُقد زوجها في الحرب منذ سنوات وحتي الآن مازالت تنتظرهُ ·· قالوُا : إنَّ الدولة ستعطيها “كشكا” تبيع فيه لكنّها مازالت تنتظر والسنوات تأكل عمرها” ص22 ·

1- عند “خـالـد غازي” القصَّة حالة إنسانية ، تصنعها عاطفة صادقة ، وتجسدها كلمةٌ صادقةٌ موُحيةٌ ، وهي جارحة أيضاً لأنَّها مُنتزعة من ثنايا واقعٍ مرير يعيشه هو بكلّ كيانه ، وهُو جزء منهُ ، ·· وهُو قاص يصنعُ حكايته بنفسهِ ، تربتهُ الواقعُ ، والخيال الراقي غيرُ المفتعل ، وجسد عاشقٍ مذبوح ، رُبَّما يتعالي علي زمنهِ بعض الشئ ، لكنّه يشكوهُ أيضاً ، لأنَّهُ أسيرُ حالة عشقٍ حقيقية : “غريبان نحنُ ·· أعلمُ نحاولُ أن نسير في ركبهم ·· نكابر بالحُبّ والفرح والمستحيل ·· لكن وجهك أصبح راية حزن !! لا تبتئس هذا زمان التشفّي ·· هذا زمان الكلاب ·· تطارد الأبرياء ·· فلمن نلتجئ ·· لمن نلتجئ ··” ص24 ·

2- “غرقت في الصمَّت ·· اثنا عشر عاماً مضت علي زواجي ·· نسيت أنَّ صوتي رقيق وأنَّ ملامحي جميلة··” ص36 ·

كلّ أبطالهِ نساء ، بلْ غابة من النساء ، وكلّهن أسيراتُ همومهُن ، والقاصُ يعيشُ الحدث بوعي وجدّية ، رغبةً منهُ في أنْ يرتفعَ ببطلةِ قصتهِ ، ينحاز لها أحياناً ، يمنحها الشجاعةَ والحماسً وحتَّي الصبر ·· والذي يصعبُ التغلب عليه هُو الهمّ ، فهو الحاكم الفعلي لتصرفات البطلة ، وليس هُناك مفرٌّ من أن تصبحَ المرأةُ – البطلةُ أسيرةَ همٍّ مزمنٍ يمتلك حقَّ التصرّف في زمنها ، وجمالها ، وحياتها : “اثنا عشر عاماً بلا حُبّ ·· كنت أتمني أنْ أتمّ تعليمي لكنّه رفض ·· برغم أنَّه لم ينل شهادات دراسية ·· اثنا عشر عاماً ·· طاش خلالها صوابي من كثرة الهموم والمشاكل” ص36 ·

3- في قصص خالد غازي ·· البطلة حائرة ضائعة (أنا الغائبة عن هذا العالم) ص 38 ، ومتردّدة ، مستسلمة ، في حالةِ بحثٍ دائمة عن أمانٍ ، عن استقرار ·· وعن حُبّ (أريد أن نلتقي مراتٍ ومّرات) ص 39 وفي الأخير الكل باطل وقبض الريح ·· امرأة ضعيفة لأنَّها أسيرة ماضٍ كئيب ·· أسيرة لهمّ مزمن ·· أسيرة واقعٍ شرسٍ يحتاجُ في التعامل معهُ إلي مخالب ·· وأنياب” ·· وصراخ ·

“أجبـتني بأجمل وأقصر إجابة سمعتها :

– لأنّي أحبــك !!

وخرجنا وفي الزحام تهتَ منّي ·· أو تهت منكَ ·· لكنّي مازلت أبحث عنك·· “ص 40

وخائفة ، قلقة أبداً (أعرفُ مكانَها ·· إنهَّا الآن تسير بمحاذاة النَّهر مع رقيب دائماً يرافقها في تلك الساعة” ص41 امرأة شاردة ، مسلوبة الإرادة ، تعيشُ تحتَ رقابةٍ صارمة ، رقابة الهموم والأحزان ، ورقابة الواقع ، تُريدُ أنْ تكونَ شيئاً (لم تكنْ مفطورة علي الصًّمت ·· بل كانت تتحدّث معهم بعباراتٍ أنيقة ·· توزع الابتسامات هُنا وهُناك··) ص 41 ولكن حيرتها تقوك شيئاً ، ودموعها تقولُ شيئاً ، وما بينَهما أملُُ يحتضُر ، وأحلام تُقَتلُ قَدّام عينيها برصاص الخوف ·· (لماذا نجفّف الدمع بالأمل ·· رُغم أنَّ الأملٍ والخوف يتعانقان ·· ؟؟ ·· لماذا الأمل يصير قزما عندما يصطدم بالواقع ·· ؟) ص 44 وهي امرأة ساذجة أيضاً ، وبأفعال كاريكاتيرية لاتنتبهُ إليها تسعي إلي تحقيق ذاتها ، ولكنها تثيرُ الضحكَ حتّي الصَّخب ·· تُري أهُوً الخوفُ والاضطرابُ أم (لأنَّها عطشي للأمان) ص 64 ·· امرأة من طراز خاص ، حالة تحتاج إلي تأمّل ·· ودراسة ، هكذا أرادَ لها القاص ، هُو لم يجن عليها ، بل يريدُ لها الخلاص ، فكانت لغتُه سهلة ، مُنسابة ، ومهضومة لدي القارئ : (قاطعتني : أنا فخورة بقصري ، ولن ألبسً حذاء لهُ كعب عال ، ضحكت من داخلي بصخب ماجن ، لقدْ فهمتني خطأ ، غرقت في خيبةِ الأمل وفي نشوة اللحظة عندما جلسنا) ص 65

4 – (بداخلي طوفان من الحُزن والألم ، رُبًّما مصدره خوفي من فقدك) ص 77 ·

في قصة (الرحيل إلي أميرة) يشفقُ القاصُ خالد غازي ببطلته هذه المرّة ، وهُو يحاول أنْ يختصرً بعض أحزانها المزمنة ببارقة أمل نحيل ·· بلحظة حُبّ ·· بابتسامةٍ مُرّةٍ ، ولكن الحبيبَ من نسيج المحبوبة الحزينة الخائفة المضطربة (شعرتُ أنيَ مخنوقة في حاجة إلي صدرك ليحميني من نظراتهم الآثمة) ص 78 ، وهُوً الآخر مُثقل ، حزينُ ، يسير وهُو يجرُّ وراءه قطارات صدئةً من الهموم والآلام والأحزان ·· ولكنّه يتشبّث بحُبً رُبمّا تبزغُ لأجلهِ شمسُُ جديدة ·· أو علي ذكراهُ تجودُ سحابةُُ ممطرةُ : ألم أقل لك أنَّني أطلعت علي ضعفي واحتياجي لمعونتك ، الفكر ارتبك ، والسُّبل تشبكت أمامي ، فلكوني معي ولا تخذليني ·· أنتِ لم تكوني لي شيئاً ، وأن الم أكُنْ لكِ شيئاً ، لكن المبدأ جمعنا ، فصار كلُّ منّا للآخر كل العالم) ص 80 ·

5- وبمهارة القاص ، وبساطة اللغة الجارحة ، يحاول ” غــازي ” أنْ يبدّعَ طرقا أفضل للخلاص ، تراهُ يتدخل في حركةِ البطل ، وهي بمثابة التصحيح لسيره ، وتجديد رؤيته ، لكنه لا يتوقف عن طرح الأسئلة عن عمق الخوف الساكن في أجسادهم :

– خائفة !! قالتها بصوتٍ خافت

– ممّن ؟ صمتت قليلاً ثمَّ واصلت حديثَها ··

– منَ الناس !!

قلتُ بثقةِ: – أو رُبمَّا من نفسِك !!

– رُبمَّا ··!!

– وخائفة منّي أيضاً ··!؟

– لا أخفي عليكَ استنتاجك حقيقي !! ص 93

ولكن القاص وهو يصغي لإيقاع كلّ حركة تصدر من بطلهِ أو بطلته ، ينثر هُنا وهُناك بذرة أمل ، صباح ، تحدٍّ، ثورةِ ، مطرٍ ، تفجّر ، لكي يغيّر حياة رتيبةً ·· ساكنة ·· خانقة ·· ضجرة ، لا يميّزها إلاّ التردّد ·· والخوف ·· والغموض ·· والذبول ·· ( لا تنتظري من شجرة الطلح أن تعطي شهدا حلو المذاق ، فلا تزرعي الطلح بيننا ، لا تلبسيني حداد الذكريات ، فأنا لا أشتهيك مُترعة بالخوف ·· فحاولي أنْ تقهري جليد الوهم ·· ) ص95

( انطلقي ·· ثرثري ·· غنّي ·· أرقصي ··حاولي أنْ تجيبي علي الأسئلة الكثيرة المبهمة ·· ) ص 95

6 – في قصّة ( الرحيل عن مدن الهزائم ) بطل مهزوم ، يائس ، مُنكسر ، مُحبط ، بلا أمل : ( إنّي أشعرُ أنّي جئتُ في غير زمني ) ص 130 ، وبطلة أكثر يئساً تختلطُ عليها الأمورُ لمْ تَعُدْ تعرف ما هُوَ الصَّحيح··،أحياناً تجهد نفسَها لكي ترمّمَ جسداً مُنهكاً ، قَدْ غادرت مواصلة الحياة ·· والآمال ·· والأحلام حسب اعترافها (أشعرُ أنّي أعيشُ مع ميّت ·· ميّت الجسد ·· ميت الروح ) وأحياناً تفتح كتابَ سنينها والذي رُغم اصفرار أوراقه ، فيه حروف مُشرقة ·· ثائرة ·· متمرّدة ·· ومتجدّدة ·· مُفعمة بالأمل : ( لكنّي أبدأ اليوم من جديد ·· فالإنسان لا يعيش مرتين ، ولنْ أموت وأنا حيّة ·· سأقاوم الخوف والذبول والإحباط ) ص 131

7- في ( أحزانِ رجُلٍ لا يعرفُ البكاء ) ·· أيضاً أبطال قصص خالد غازي معظمهم نساء ، ولكن الصورة المنتزعة من روح البطلة ، ومن واقعها ، هذه المرّة ، أكثر سوداوية ، وقتامة ، ·· هُناك امرأة – بطلة ولكنّها أكثر ضعفاً ، واستكانه ، واستسلاماً : ( اعذرني يابني الدموع تنساب من عينيّ لا إرادياًَ، لا أجد وأنا أتذكّر إلاّ العويل بين جنبات نفسي ) ص 18 ··

امرأة تحاولّ الهروب ، أو تغيير الواقع الذي تعيشه ، ولكن إرادة خاوية ، واليد مرتعشه ·· ورُبَّما علي حساب حياتها ، ووجودها ، ودون أن تعي تجدُ نفسَها في غايةِ الاستسلام ، وهي تضعُ عقلها فوق رفٍّ مترب قديم : ( ضربها عدّة مرات ، فصبرت عليه ، عسي أن يتغير ، ثم ضربها مرّةً فأصابها شج عميق في رأسها ، فاصطحبت طفلتيها وخرجت من البيت وهي تنزف دماً ·· ) ص 20 ·· ويلجأ القاصُ وهو يحرّك أبطاله ، وبطلاته إلي أسلوب الدهشة والمفاجأة ، ولكي يجذب القارئ أكثر يعتمد علي اللقطة السينمائية ·· رُبَّما أراد أن يبرّر ضعف البطلة ولكنّه لم يستطع أن ينفي ، في أسلوب قصصي جذّاب أنَّها فريسةٌ سهلة للآخر ·· للهموم ·· والأحزان ·· وللأحلام البعيدة ··

8 – في قصّة ( امرأة في الغربة ) يتكئ القاصُ خالد غازي علي لحظة شعرية مكثفة ، تقرأ القصّة بمتعةٍ لتشعرَ أنَّها قصيدة ضلّت الطريق ، فالمرأة – البطلةُ وهمٌ ·· حبهَّا ، تمرّدُها ، ثورتها ، حياتُها كلّ ذلك وهمٌ ·· رُبَّما هي حالة شعرية قَدْ تجذب القارئ ، ولكنّها لا تقنعه : ( منذُ زمانٍ وأنا أشعرُ أنّي أسقط ، أخرج من جلدي ، والآن لا حاضر لا مستقبل لي ماذا أملك ؟ كلّ الأيام سواء ·· ) ص 28

( أتمرّد ·· أنزع ثوب الوهن ·· أحاولُ هدم سجوني ·· ما عادَ الصَّمتُ يفيد ·· ماذا يعني الصَّمت ··؟؟) ص29

وفي ( لاتؤاخذني علي صراحتي ) ·· تبرز القصّة – اللوحة ، فقد اجتمعت في هذه اللوحات – القصص القصيرة جدّاً ، عدّة عناصر : الشعر ، والحلم ، والدفء ، والشفّافية ، فالمرأة – البطلة حالمة ·· ثائرة نوعاً ما ولكنّها جاءت هذا العالم لتعيش فيه شعريا ، تُريد أن تفعل شيئاً ، ولكن ما تريده ظلّ مجردّ أمنية ·· مُجرّد حُلم ·· ولكنّها علي أيّة حالٍ ليست متشائمة كثيرا ·· أو ناقمة علي واقعها ، إنّها تمتلك الرغبة والاستعداد لتغيير الواقع، ولكن إمكانيتها ظلّت رهينة لحظة شعرية قصيدة : ( يتبخر كرَبي ·· يفارق غرفة نومي الهم ·· يتلاشي حزُني في أحزان الناس ·· ) ص45

9 – ( أيُّها السيد الجليل ، الرائع الصَّادق ، الشفّاف ، النقي ، لا أحد بصدري إلاّك ··) ص 53

في قصته ( أوراق امرأة تنتظر ) ·· هُناك رجلٌ ، فارسُ أحلام من طراز رفيع ·· معشوق حتّي الملل ، وهُناك امرأة متحمسة عاطفياً ، بْل هي عاطفية حتَّي الغباء ، تُرَجع كفّة الرّجل بشعور بدونية قاتل من قبل امرأة ·· والحبُّ يصنع ، ويجددّ ·· ويغيرّ ·· ولا يستعبد : ( إنّني أذوب تحت وطأة كلماتك ·· أتأمل عينيك الآسرتين ، أوغلُ فيهما فتضيع كلّ الأشياء ، وكلّ الأسماء ولا يبقي إلاّ أنت ·· اسمك أنتَ ··) ص 50

( أراني معكَ وحدك ، ألملمُ بعضي ، أتماسك ، أشعر بمدي ضعفي واضمحلال معارفي وتجاربي أمامك ··) وفي هذه القصّة المرأة – البطلة بلا حلم ·· بلا هُوية ·· بلا أمل ·· وهي ليست أكثر من ( مرثية حزينة ) تفقد صوتها، واسمها ، وخطواتها ، وتظل أسيرة أوهامها وضعفها ( لكنّي أتمادي في ضعفي ) و ( وهل أنا حقّاً جديرة بحبّك لي ) ص 52

أهي تحبُّ فعلاً ·· !!؟ أليس الحبُّ واهبَ الحياة بامتياز ! فكيف تحوّل لدي بطلة القصّة إلي هذا الشكل القاتل·· الخانق ·· والمربك ·· الممُل ··!!؟

في قصّة ( مع سبق الإصرار والترصد) ·· ينتصرُ القاص  خالد غازي  للمرأةِ بحقّ ، فهو حين يقتلُ (هناء) فإنّهُ يقتلُ الضَّعف ، والتخاذل ، والاستكانة فيها ·· وحين يعود شبحها إلي قاعةِ المحكمة التي يُستجوبُ فيها زوجها المتَّهُم بالجنون ، فإنَّما أراد القاص عودة امرأة جديدة ·· مُتوّجة بالصَّباح ·· ومثقلة بالأحلام ·· امرأة قوّية ·· صادقة ·· واثقة ·· عاشقة ·· جذّابة حتَّي الجنون ·· ! ( هناء ·· رُغم أنّي قتلتك فإنّكِ لا تزالين تعويذتي المشتهاة ·· وانكساري وضعفي وقوتي وجبروتي ·· أركضُ إليك ·· إلي صدركِ الحنون ، فافتحي الأبواب ولا توصديها دوني··) ص55

10- القاص خالد غـازي في مجموعتيه القصَّصتين ( الرحيل عن مدن الهزائم ) و ( أحزان رجل لا يعرف البكاء ) يتابعُ أبطاله بحُبّ ·· وذكاء ·· ووعي ، رُبَّما يعكسَ أفكاره علي شخصياته ·· ويتدخل كثيراً في حياتهم ·· وأفعالهم ·· وصُنع أحلامهم لكنّه لن يعبث ، ولا يُريد أن يحولهم إلي شخصيات كارتونية ، إنّما يعيش همومهم ، ويرتقي بهم ، كواحدٍ منهم ، فأحزانهم ، وآلامهم هي أحزانه وآلامه أيضاً ·· وكذلك لحظات فرحهم القليلة جدّاً ·· هُم أسيرو همومهم ، وهُو أسيرُ عذاباتهم باحثاً لهُم عن الخلاص ·

خالد غازي ·· قاصٌ يشتغلُ علي بطل يصنعُ الحياة ويحبّهُا حتّي الهوس والجنون ·

ـــــــــــــــــــــــــ

– كاتب المقال : عذاب الركابي – كاتب وشاعر عراقي مقيم في ليبيا ·

– قراءة في المجموعتين القصّصتين : ( الرحيل عن مدن الهزائم ) و ( أحزان رجل لا يعرف البكاء ) خالد محمّد غازي / الناشر : وكالة الصحافة العربيّة -2001 القاهرة ·