شهادة (أكتب من ذاكرة طفولية وأعشق أبطالي)

 

د.خالد غازي

لا أزعم أن تجربتي القصصية ذات بال تستحق حديثاً عنها، فمازالت رهينة مجموعتين قصصيتين،ورواية واحدة فضلا عن أن التنظير لا ستهويني ككاتب قصة ولا أجدني مؤهلا لأن اكتب عن قصصي، لكن لابد من الاعتراف..

انني أكتب القصة ولست قاصاً.. والفرق بينهما كبير فالقاص هو الذي تشكل القصة أداته التعبيرية الأولي والوحيدة، فالقصة شاغلته الأولي يحقق ذاته من خلالها.. بينما كاتب القصة يملك هذه الموهبة والأداة دون أن تكون هي نافذته الوحيدة للإبداع.. إنني مقل في إنتاج القصص، ويتوزع نشاطي ما بين كتابة القصة والمقالة النقدية والعمل الصحفي.. لقد دخلت عالم القصة من باب الشعر ، كنت أشعر بالحرية والحب والانطلاق حين أكتب بيتا من الشعر، وحين نضجت تجاربي اتجهت لكتابة القصة.. وسرعان ما أخذت قصصي طريقها للنشر، وقلت لذاتي وقتها “النشر في حد ذاته اعتراف بموهبتي القصصية” .. نشرت أول قصة لي وعمري لم يكن يتعدي ستة عشر عاما.

اعتراف آخر :

أمام كل قصة أشرع في كتابتها رغم تجاربي القصصية والنقدية المتعددة أشعر كاتب مبتدئ، لا يعرف الكثير من أسرار الصنعة القصصية فأبذل جهداً كبيراً في تنضيد مفرداتي.. وصقل جملي .. وترصيعها باللغة الموحية.. ولا شكل مقدس بالنسبة لي، فالإبداع مرادف الحياة بمرونتها وحيويتها .. أحب أن يمتلك نصي عفوية اللحظة.. وصراعها ومفارقتها، كتابة القصة بالنسبة طلب للحياة.. لا الموت.. للوجود.. للعشق.. للتطهر.

أ رغب في الوصول لحالة من البراءة الفنية المتجددة.. وأنطلق من ذاكرة طفولية.. تسأل.. وتعشق.. دون قوالب جامدة.

مزيد من الاعتراف:

أنبش دائما في ذاتي.. وأشعل ذاكرتي.. وأنتفض فرحا عندما أعثر داخلي علي شيء مدهش.. أنتفض كعصفور بلله المطر ووقف يلملم ذاته.. أحرص علي أن أنجح في ألا تتحول قصتي إلي مقالة أو شهادة روحية أو نفسية.. إيمانا مني أن الفن الجيد هو الذي يطرح أسئلته دون انتظار إجابات.

اعتراف أخير :

أكره قراءة قصصي بعد نشرها، لأنها لا تعجبني ولن ترضيني، أنا متطلع دائما إلي الاقتراب من الكمال.. كما أن بعض أحاديث ا لأدباء وشهاداتهم عن أعمالهم تضيء للقارئ الصورة فإن قراءة قصصي – لا أكثر- هي البديل لهذا.