استضافت رابطة الكتاب الأردنيين ، في مقرها ، الباحث المصري د. خالد محمد غازي ، وهو مختص في شؤون الصحافة الإلكترونية والإعلام ، وقد تناول الضيف ، عبر حلقة نقاشية مع عدد من الباحثين ، واقع ومستقبل المواقع الصحفية والإخبارية ، وناقش ، معهم ، كتابه الجديد “الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الطرح” ، والكتاب عبارة عن أطروحة حصل من خلالها الكاتب على درجة الدكتوراة في الصحافة والإعلام.
ضمت الجلسة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب ، الكاتب مفلح العدوان ، كما شهدت مداخلات للزميلين: حسين نشوان ، وجعفر العقيلي ، ومشاركة لعدد من الصحفيين والإعلاميين الحاضرين ، حيث قدم العقيلي الكاتب الضيف بالقول: “الدكتور محمد غازي من أبرز الباحثين العرب في مجال الإعلام والصحافة ، لا سيما الإلكتروني منه ، وهو مؤسس وكالة الصحافة العربية ، ورئيس تحريرها ، بالإضافة إلى أنه رئيس تحرير صحيفة “صوت البلد” المصرية ، كما أنه قاص وروائي مبدع”.
وفي كلمته طرح د. غازي للنقاش العديد من المسائل الجدلية حول الصحافة الإلكترونية ، مؤكدا ، في البداية ، أن الفضاء الالكتروني بدأ يفرض نفسه على المشهد الإعلامي والثقافي منذ خمسة عشر عاما ، ومشيرا إلى أن الرؤى في عالمنا العربي حول ذلك (الوافد الجديد) لم تتبلور بعد رغم تأثيره في الرأي العام.
واستفاض الباحث في الحديث عن التحديات التي لا زالت تواجه الصحافة الإلكترونية العربية ، ومنها مسألة الصدقية والتشريعات والأمية الإلكترونية والأرشيف الالكتروني الذي لا زال معظمه باللغة الانجليزية ، بالاضافة الى الاشتباك بين النمطين: الورقي والالكتروني ، وغيرها من القضايا.
واستعرض د. غازي بعضا من ملامح وأهداف دراسته ، حيث قال: “سعيت للإجابة عن عدد من التساؤلات التي تثير اهتمام المتخصصين في الصحافة والأوساط الإعلامية حول: تأثير التقنية الرقمية في الصحافة وأنماط واتجاهات الصحف الإلكترونية العربية والأطر المستحدثة التي تتكامل فيما بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية ، كذلك اتجاهات الصحافة الإلكترونية العربية المؤسسة على تباين الواقع الذي يفرض ضرورة تفعيل مواثيق الشرف المهنية لأخلاقيات هذا النوع من الإعلام الجديد”.
وتخرج دراسة الباحث المصري ببعض التوصيات تناولها في كلمته ، وأبرزها ضرورة وجود تشريعات تضبط الممارسة الصحفية الإلكترونية في الدول العربية مع حماية حرية الرأي والتعبير ، وأهمية تفعيل مواثيق الشرف المهني على الصحافة الإلكترونية ، وغيرها.
ونوه د. غازي بالأثر الكبير الذي تركته بعض المواقع الإلكترونية في المجتمعات العربية ، وذكر منها موقع “عمون” الأردني ، وموقع “إيلاف” و”الميدل ايست” وغيرها.
من جهته عاين رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب ، مفلح العدوان ، بعض الإشكالات التي تعاني منها الصحافة الإلكترونية في العالم العربي ، ومنها قلة الدراسات التي تتناول الفضاء الالكتروني الجديد والطاريء على الثقافة العربية ، كما قال ، وتمنى أن تواكب التشريعات في الدول العربية الاعلام الالكتروني ، وأن تعزز حريته ، لا أن تبقى شكلية وتهدف للتضييق على حريات النشر الالكتروني بحسب ما رأى.
من جانبه وصف الزميل حسين نشوان ، في مداخلته ، كتاب الدكتور غازي بـ”الدراسة الرائدة في مجال الصحافة الإلكترونية” ، وأثنى على الجهد المبذول في الكتاب ، قبل أن يقول: “انطلقت الصحافة الورقية في القرن السابع عشر بصفتها مؤسسة تنويرية قام عليها أدباء ومفكرون ، أما الصحافة الإلكترونية فهي إلى حد بعيد من افرازات عصر العولمة والنهج الرأسمالي”.
واشار نشوان الى أن الصحافة الإلكترونية مهمة وفعالة لكنها تفتقد الى الكثير من المصداقية ولا زالت بحاجة لكثير من النقاش والدراسة.
وقد اختتمت الجلسة بتساؤلات ونقاشات حول واقع الصحافة الإلكترونية شارك فيها الحاضرون من كتاب وصحفيين ومهتمين.
خالد سامح
عمان – الدستور
30-09-2010