كتاب يكشف حقائق الجائزة . ويسأل هل سيكف العرب عن انتظار نوبل جديدة؟

 

عن مطبوعات وكالة الصحافة العربية بالقاهرة صدر كتاب “نساء نوبل” الفائزات بالجائزة في الآداب لمؤلفة الكاتب خالد محمد غازي، والكتاب يقع في نحو 185 صفحة من القطع المتوسط والكتاب يكشف العوامل المشتركة والتجارب المريرة لمبدعات نوبل، ويتعرض للاستلاب الفكري والاجتماعي والتمييز العنصري الذي جمع بينهن مع أن معطمهن عشن ببلدان شهدت جوانب أساسية في الثورات الصناعية والفكرية، وحيث غابت المرأة المبدعة الآسيوية تماماً، عن نيل جائزة نوبل، ولم تكن نساء القارة الأفريقية أفضل حالاً، ما عدا الأديبة نادين جورديمر التي تعتبر مواطنة من جنوب أفريقيا غير أنها في واقع الأمر أوروبية الأصل، إذ نزح والداها من القارة الأوروبية إلي أفريقيا حيث ولدت يقول المؤلف في مقدمة كتابه: لم يكن الهدف من هذه الدراسة تخصيص النساء اللواتي فزن بنوبل أو مجرد التفرقة بين الرجال والنساء الذين فازوا بلجائزة، أو نوعاً من التقسيم حسب الجنس بل إن هناك مبررات وفقاً لمعطيات وضرورات تتجلي من خلال استقراء السيرة الذاتية لكل النساء المبدعات شاعرات وروائيات، ممن كان لهن نصيب مع نوبل.

والكتاب يضم بين دفتيه ثلاثة عشر فصلاً، بالإضافة إلي ثلاثة ملاحق هامة.. الملحق الأول عنونه المؤلف “نوبل”: العبقرية والجائزة المدهشة في سيرته الذاتية والملحق الثاني مؤسسة نوبل الشروط والقانون والملحق الثالث الجائزة والاكاديمية السويدية.. أما الفصول الثلاثة عشر فالفصل الأول تناول فيه المؤلف مبدعات نوبل التسعة وظروفهن الحياتية، ثم خصص المؤلف فصلا لكل فائزة، وألقي الضوء علي آدابهن ومؤلفاتهن وحياتهن، وهن كالتالي: الكاتبة السويدية سلمي لاجيرولوف- الكاتبة الإيطالية جراتسيا ديليدا- الكاتبة الزنجية توني موريسون- الشاعرة اليهودية نيللي ساخس- الكاتبة الأفريقية نادين جوديمر- الكتابة البولندية فسلافا شيمبورسكا- الروائية النرويجية سيجريد اندسيت- الأمريكية بيرل بك، وخصص المؤلف فصلاً تناول فيه قواسم مشتركة بين النوبليات.. وفصلا خاصاً عنوانه بـ “دائرة الشكوك” ثم فصلا أخيراً بعنوان الجائزة في ديار العرب يقول الكاتب خالد غازي : تسع نساء مقابل عدد كبير من الرجال إنما تعد نسبة قليلة، فهل يمكن القول بأن هناك شبهة تعمد في إبعاد الجائزة عن المبدعات، فيما تلاشي تماماً كل اسم عربي أو آسيوي من المبدعات من أفق الجائزة؟! هذا إذا افترضنا جدلا أن ثمة اسماء منها قد استدعتها ذاكرة الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة.. وسواء هذا أم ذاك، فإن عودة تلك الجائزة إلي النساء اللواتي فزن بها يكشف كثيراً من الأمور ويجيب عن تساؤلات ما زالت مطروحة ويؤكد الكاتب أن الجائزة خضعت لضغوط كثيرة أبرزها أن شروط نيل الجائزة ثابتة ولا توجد أية محاولة في تطويرها بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة في كل عصر.. كذلك ارتباط اللجان الخاصة بالترشيح للجائزة بالحكومة في دولتها فمن العسير عن اللجنة أن تتجاهل مواطن الحرج السياسي في علاقة الدولة بسائر الدول الكبري والصغري، وبخاصة في مسألة السلام والتمييز العنصري .. لكن رغم هذه الحقائق هل سيكف العرب عن انتظار نوبل جديدة؟ وهل ستكف الأقلام عن التنبؤات بمرشحين جدد ، وهل سيأتي أكتوبر أو نوفمبر كل عام دون أن نصاب بالدهشة من أديب نوبل الجديد؟! ومتي سنطالع أسماء كاتبات عربيات مرشحات لنوبل؟

تيسـير النجار