نساء نوبل

 

منذ أن انصرف “الفريد نوبل” عام 1850 لدراسة الهندسة والكيمياء ما بين سان بطرسبرج والسويد، وهو لايدري أن شيئاً سيئاً سيحدث في العالم بسببه، أو هذا ما قاله بعد عشرين سنة على أول تفجير قام به، دون أن يفكر بما سيحل بالأرض من خراب وحروب، وبرغم أن مفرقعات ذاك الزمان لاتشبه بشاعة الصواريخ في زماننا هذا، إلاّ أن المستر الفريد شعر بتأنيب الضمير القاتل وقرر في وصيته أنشاء جائزة للسلام تعطى سنوياً لكل من يساهم في خدمة البشرية• ومنذ أول جائزة تسلّمها “رينيه سولي برودوم” الفرنسي عام 1901 وحتى يومنا هذا، فاز بها مائة أديب حيث حجبت الجائزة طوال سنوات الحرب العالمية الثانية، ومن بين هؤلاء فازت تسع نساء فقط كانت “سلمى لاجيرلوف” السويدية أول امرأة تفوز بها في حقل الكتابة• وسلمى هي أصغر من فاز بجائزة نوبل في السنوات العشر الأولى من منحها، بدأت بكتابة الشعر، وحين أصابها الشلل في طفولتها جاءت الرواية لتساهم في انقاذها من اليأس والوحشة والجزع، وكانت روايتها “ملحمة غوستا برلنغ” سبب شهرتها العريضة بحيث أطلقوا عليها لقب “العمة” التي تروي “لهم” الحكايات وكان ذلك في عام 1891• تجارب مريرة في التمييز العنصري، واستلاب وتهميش واذلال على مدى عصور، هي أسباب النجاح في كتابات النسوة الحاصلات على جائزة نوبل، ومع أن “نادين جورديمير” لم تكسب الجائزة لاعتبارات سياسية، كما يقال، لكنها قبل وبعد فوزها كانت تدافع عن حقوق السود، ولعل روايتها المسمّاة “عالم الغرباء” خير دليل على حربها المستعرة من أجل الموازاة بين الأبيض والأسود، وهي التي قالت: إننا نعيش في زمن الجنون المنظّم! في عام 1971 نشرت روايتها “ضيف شرف” حيث اخترعت مكاناً لا يوجد اشادة إليه على خارطة العالم، لكنه يشبه تضاريس جنوب أفريقيا، وفي تلك الشعاب الشائكة نجد الكولونيل “جاري” الذي سيلعب دوراً في تحرير هذا المكان من استعمار البيض، ويشارك بطل استقلالها المسمّى “مشينا” فيكتشف عند قتل هذا الزعيم الكبير “أن حلم التحرير مايزال محض هراء وكذب”..

وهذا الحال يذكرنا بالكاتبة نفسها، حيث ناصرت الزعيم الزنجي الشهير نيلسون مانديلا وهو في معتقله، وكتبت بهذا الشأن روايتها “المحافظ” عام 1974 ثم رواية “ابنة برجر” التي مهدت الطريق أمامها إلى أكاديمية النسويد عام 1991 لتفوز بأعلى وسام أدبي في العالم• تقول في حوار معها: هناك بصمات خفية في ذاكرتي ترغمني على كتابة هذا النوع من الروايات حيث لا أنسى هجوم البوليس على مربيتي السوداء بتهمة مشروبات كحولية، وأيضاً عدم السماح للسود بدخول المكتبة العامة، فماذا تراني أكتب وأنا أرى الجرائم تنهمر أمامي في الطرقات؟! ومن اللوواتي فزن بجائزة نوبل “نيللى ساخس” وهي شاعرة مغمورة لم يسمع بها أحد قبل فوزها، يهودية متعصبة ، لكن الروائي الكبير استيغان زفايج له رأي آخر، فهي بالنسبة له شاعرة ثرية تلتصق بعمق مع ثقافتها وإبداعها، وقد ساعدتها سلمى لاجيرلوف في الهروب إلى السويد ابّان الحرب النازية وعاشت هناك حتى موتها• من أبرز ماكتبت، ديوان شعر بعنوان “جسر الألغاز” لكنها فازت بالجائزة عن ديوانها الخطير “مسخ الكائنات” أما أفضل ما كتبت، فهو “البرج المائل” عام 1946 أي قبل فوزها بنوبل بعشرين سنة إذ رحلت عام 1966 عن مرض عضال بعد نكبتها بموت خطيبها حيث انغمرت في كتابة أشعار ساخنة عن الفقدان والحنين والألم الذي لايطاق• الفريد برنارد نوبل، مخترع الديناميت، مات في العاشر من ديسمبر عام 1896 ويقول عنه أخوه “لودفيغ” بأنه نصف انسان، ضئيل الجسم، وكان ينبغي أن يشرف على ولادته طبيب خبير يخمد أنفاسه ويقضي عليه يوم جاء صارخاً إلى هذه الدنيا، وهو كئيب ولا شيئاً مهم في حياته وكانت رغبته الوحيدة ألا يدفن وهو على قيد الحياة ص 144• لكن السيد نوبل كان السبب في فوز تسع أديبات بأفضل جائزة عالمية، وبينهن الكاتبة الزنجية “توني موريسون” التي اتهمت صديقتها بالجنون والهلوسة حين أخبرتها نبأ فوزها بالجائزة، إذ لا يمكن في رأيها أن يفوز أيّ زنجي بهذه الجائزة الكبرى• وكان فوزها في حينه يعني فوز المبدعات الزنجيات جميعاً واستطعن سحب البساط من عشرات الروائيين الرجال حتى أصبح عام 1993هو عام توني موريسون ولم يلتفت أحد إلى كرة القدم أو إلى المخنثين من المطربين وباعة المارجوانا، فقد غلب فوزها بجائزة نوبل على أحداث ليست قليلة، بما في ذلك أخبار الساسة ورجال المال• توني موريسون مواليد 1931 ولاية أوهايو، أبوها حداد وأمها مليئة بالنشاط وقوة الشخصية، أما أسلوب موريسون في الكتابة فيمتاز بالفخامة المفرطة وبخاصة في “أغنية سليمان” و”جاز” التي أخذتها فوراً إلي مدينة ستوكهولم عام 1993 لنيل الجائزة وهي في حالة فرح لم تعشها مرتين• ومن جزيرة سرديننيا نمضي إلى “جراتسيا ديليدا” التي فازت بالجائزة عام 1926 ومن المؤسف أن كتاباتها اختفت بموتها، تماماً كما حدث مع سلمى لاجيرلوف مع أنها استطاعت بفوزها إلفات نظر الدينا إلى عظمة ايطاليا وإبداعها وأعادت الذاكرة إلى كبار المبدعين في القرن التاسع عشر أمثال بوكاتشو ومورينا موريتي وريناتو فوتشيني ومايتو باندللو• وهي ثاني امرأة تحصل على “نوبل” بعد انتقالها من القصص الواقعية نحو الملاحم والأساطير وبخاصة روايتها “إله الأحياء” أما بقية أعمالها فهي تدور عن مسقط رأسها “سردينيا” وكما يبدو من عناوينها، فهذه رواية “زهور سردينيا” وتلك “نصوص سردينية” وكان أخر عمل لها سيرتها الذاتية تحت عنوان “أسم كوزيما” الذي نشر بعد وفاتها ولم تسنح لها فرصة أن تراه• جراتسيا ديليدا قارئة من الطراز الممتاز، تعترف أن أساتذتها هم شاتوبريان وفيكتور هيجو وبلزاك ودانو نتسيو وكان تأثيرهم في أدبها مرسوماً بوضوح في روايتها “البحر الأزرق” ومن بعدها “أرواح شريرة” وبرغم أن جراتسيا لم تكمل تعليمها ولم تلتفت إلى ذلك أصلاً، إلاّ أنها فعلت مالم يفعله جها بذة المتعلمين من أقرانها، فقد كتبت روايتها الرائعة “ألياس بورتولو” ومن ثم “أموت أو أحبك” والتي كانت أول أسباب حصولها على جائزة عمرها الذي انتهي عند الستين تماماً• وبعد عامين فقط تفوز الكاتبة النرويجية “سيجريد آندسيت” بجائزة نوبل، وقد ورد سهواً علي الصفحة 61 فوزها على 1926 والصحيح هو 1928 وكانت ثلاثيتها المسماة “كريستين” أول أسباب هذا الفوز الكاسح، وكان والدها من مشاهير علماء الآثار مما جعل العائلة في بحبوحة من العيش انتهت بوفاته حيث عانت سيجريد وأمها من صعوبات مالية لم تغفل عن ذكرها في رواية “السنوات الطوال” وبعد أعوام على سنواتها الطوال اكتسبت خبرة أكبر في الكتابة وانصرفت لتأليف روايتها التاريخية “كريستين لا فرنسداتر” والتي مضت بها إلى عالم النجوم إذ قال عنها فنسان فورنييه أستاذ الأدب المقارن في جامعة “بورد” إنها تركت كل خبرتها وأوجاعها في هذه الرواية، علماً بأن الرواية تدور في عصر “الفايكنغ” غزاة الشمال، عن تقاليدهم وأعيادهم وأسواقهم وعن نمط حياتهم وسلوكهم حتى سنوات رحيلهم بعد أن تحطمت مما لكهم في زمن ما كانت تعرفه آندسيبت لكنها عاشت فيه عن طريق القراءة! حياة هذه الكاتبة تستحق بدورها الكتابة عنها، فقد شغفها حب القراءة ودراسة التاريخ منذ طفولتها، عاشت سنوات فقر تعلّمت منها أن تكون أقوى، وكانت لها مواقفها الوطنية الجامحة إبان الحرب العالمية الأولى وما بعدها، وهي نصيرة للنساء بحثاً عن الحرية والقيم العليا وقد جاء ذلك في روايتها “السيدة مارتا” وفي مقالات أخرى ناهضت النازية وحاربت العنف وخاصة عند غزو ألمانيا لفرنسا في شهر نيسان عام 1940 مما أرغمها على الهروب إلى أميركا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ثم ماتت عن مرض خطير في بلدة “ليلهامر” عام 1949 ولم تصل السبعين• برغم الخلاف الذي نيشب كل عام حول عدالة هذه الجائزة واتهام البعض بمصداقيتها وهجوم الصحافة على أكاديمية السويد هنا أو هناك، لكنها تبقي جائزة مدهشة ومثيرة وانتظارها يشبه انتظار العاشق للمعشوق، ويكذب من يقول عكس ذلك، والذي يقرأ شروط منحها سيكف عن ضربها بحجارة الشك ومفرقعات الريبة، ذلك أن أول شروطها خدمة الكاتب للسلام والتأكيد على المثل العليا وخدمة العدل والحرية، وشرطها الثاني زن تمنح للمبدع الذي حصل على مكانة أدبية رفيعة وأن تعطي له الجائزة عن كافة أعماله وقد ابتعدت الجائزة عن أية إرهاصات سياسية أو حرج مع الدول الكبرى أو الصغرى، بدليل أن من فازوا بها اءوا من كافة أرجاء الدنيا، فرنسان، ألمانيا، النرويج، أسبانيا، بولولينا، إيطاليا، بريطانيا، السويد، بلجيكا، الهند، الدنمارك، سويسرا، ايرلند، أريكا، روسيا، فنلندا، تشيلي، أيسلندا، يوغسلافيا، اليونان، اليابان، استراليا، كولومبيا، تشيكوسلوفاكيا “قبل انفصالها إلى دولتين” المكسيك، جنوب أفريقيا، الصين، بل فازت بها حتى غواتيمالا ونايجيريا، دون أن ننسيى فوز العرب بهذه الجائزة عام 1988 مع الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، فماذا تفعل أكاديميةالسويد حتى تثبت عدالتها؟!• حتى أنني نسيت فوز “جوزيه ساراماغو” عام 1998 وهذا يعني فوز البرتغال بها أىضاً ناهيك عن مفاجأة السنة التي نحن فيها وما يمكن أن يحدث في الشهر العاشر حيث ستحتفل السويد بالفائز رقم 100 في حقل الإبداع العالمي!• لكن هذه الشكوك بعدالة جائزة نوبل لم تأخذ حصتها حين فازت بها الآنسة العجوز “فيسلافا شيمبورسكا” الشاعرة البولندية التي أخبروها بفوزها ظهراً وهي على مائدة الطعام، فما كان منها غير أن تقول لهم : رجاء اتركوني أعيش في هدوء!• وفيسلافا بعرفها القراء العرب أكثر من سواها، فقد ترجموها قبل فوزها في مصر وبيروت والعراق، وكان من أبرز أعمالها ديوان “الملح” عام 1962 ولها تسع مجموعات نالت عنها إعجاب القراء في كل مكان، وهي التي أيقنت يوم فوزها أنها فقدت حريتها في العزلة والتأمل، وربما كانت من القلة التي تخاف الشهرة، حالها يشبه حال صاموئيل بيكت وهرمان هسه في السلوك اليومي وإعتزال الوجاهة والصحافة أو الدخول في جوقة الأضواء المريبة والخادعة• في ديواتها المتميز “مليون ضحكة” عام 1967 ثراء فلسفي ومخيلة لا حدود لها، وبعد فوزها تكرر طبع هذه القصائد عشرات المرات بسبب حوارها الذي قالت فيه : المنفي ليس خارج الحدود، إنه هنا في داخل النفس وهو ما تؤكده قصائدها في أكثر من مكان، لكنها برغم ذاك الثراء وتلك المخيلة تتمتع بالبساطة والمفردات الغنائية وكلماتها رقيقة متموجة هادئة كما لو أنها سوف تنكسر عين تنطقها• أسماء كثيرة تجاوزتها جائزة نوبل، خوفاً من ارهاصات السياسية، وخوفاً من حساسيات الروح العسكرية وديكتاتورات الحزب الواحد، ولعل تولستوي أكبر ضحايا أخطاء الساسة، فهو يستحق الجائزة بامتياز عظيم لكنها ذهبت في وقتها إلى عملاق آخر هو الشاعر الهندي اتلشهير “رابندرانات طاغور” عام 1913 وقيل يومها : إن تولستوي يدعو في كتاباته إلى إنكار الحضارة ورفض الثقافة، كما إنه يدعو إلى الرجوع نحو الطبيعة، وحقيقة الأمر هي الخوف على تولستوي من انتقام القياصرة إذا ما فاز بتلك الجائزة• لكن الحال مع الكاتبة الأريكية “بيرل بك” مختلف تماماً، فقد جرى الاعتراض على منحها الجائزة بسبب ضعف كتاباتها وكادت تخسر فرصتها في الفوز قبل إعلان النتائج بأسبوع واحد، لا سيما وأن “يوجين أونيل” و”روجيه مارتين” سبقاها في نيل الجائزة ومن الصعب أن تقارن بهما “كما قالت الصحافة آنذاك” لكن عام 1938 قال كلمته بشأن بيرل بك وانتهى بفوزها• قطعت سنوات طفولتها في الصين، واكملت دراسة الجامعة في أمريكا، وعادت إلى الصين بعد زواجها، أنجبت طفلة واحدة لكنها مريضة بقصور عقلها، ولم أوجعها أن تكون ابنتها جليسة مستشفى المعوقين، هي التي قالت : إن البيت الذي لا أطفال فيه لا يمكن أ يكون بيتاً!• جاءت شهرة بيرل بك بعد نشرها رواية “الأرض الطيبة” ولم يتذكر القراء بقية أعمالها، مع أنها كتبت “أبناء وانج لانج” وهي من حكاياتها الرائعة، وكذلك روايتها “العائلة المشتتة” والتي يراها النقاد ثالث ثلاثيتها عن الصين، وحين يسألوها: كيف بدأت الكتابة، قالت: كنت أصعد السلالم إلى غرفتي، وهناك بدأت أكتب ، ليس من شيء مخطط أمامي، لا الوقت ولا المكان وعندما جلست للكتابة جاءني شيء بيسر وسهولة• ولعل أجمل كا كتبته بيرل بك هو سيرتها الشخصية تحت عنوان “دنياي العديد” حيث تحكي عن المدن التي سافرت إليها مثل الهند واليابان وكوريا وفيتنام وحياتها في الصين، علماً بإنها كتبت بعض أعمالها بأسماء مستعادة ثم عادت ونشرتها باسمها الحقيقي كما هو الحال مع “مانذالا” ورواية” الحب يبقى” مع أنها رحلت في سنة 1973 وكان أخر ما تأسف له هو التميز العنصري في بلادها البعيدة أمريكا• أما أخر ما نتحدث عنها فهي الشاعرة “جابر يللا ميسترال” التي فتحت بفوزها الباب أمام الأدب اللاتيني، تأثرت بفلسفة هنري برجسون وأشعار طاغور وكانت جد شغوفة بحضارة “الإنديز” التي قدست الشمس، وهي خامس امرأة تفوز بجائزة نوبل وكان ذلك في عام 1945 وكانت ولادتها في السابع عشر من نيسان 1889 وهي نفسها السنة التي شهدت ميلاد شارلي شابلن وطه حسين وجواهر لال نهرو وعباس محمود العقاد وغيرهم من شخصيات ذاك الزمان• وجابريللا عملت في الصحافة والتدريس ثم أحبت شاباً إلى حد الجنون وإذا به ينتحر، مما أصابها ذلك بحالة من شجن متدفق كان السبب وراء ديوانها “أجراس الموت” وقد أشتغلت في السلك الدبلوماسي وعملت في عصبة الأمم وحصلت على أكثر من شهادة دكتوارة فخرية في أوروبا وأمريكا• ربما اشتهرت بكونها شاعرة، لكنها تكتب الرواية والمقالة أيضاً، وقد أصاب الناقد الفرنسي “كلودفيل” حين قال إن المأساة والفواجع هما عمود الشعر في حياة جابريللا مسترال، فقد انتحر حبيبها مبكراً ثم انتحر ابنها، وجاءت الفاجعة الثالثة يوم انتحار المبدع استيفان زفايج الذي كان قريياً منها والذي فاز بإعجابها أكثر من أي أإديب آخر في تشيلي والبرازيل هو النمساوي الذي ما يزال انتحاره لغزاً غامضاً، وقد أخطأ مؤلف الكتاب حين قال عن زفايج بأنه كان أؤل من فاز بجائزة نوبل أيام أن كان في البرازيل، حيث أنه لم يحصل على الجائزة فقد رحل بسرعة عن الدنيا ولم يلتفت إلى الوراء حتى يرى ما جرى بعد غيابه!• نساء نوبل، لمؤلفه خالد محمد غازي ، من الكتب التي نحتاجها لتسخين الذاكرة، فهو يحكي عن كوكبة من النساء دخلن التاريخ من أجمل أبوابه، وكان حضورهن في العالم خدمة حقيقية للقيم العظيمة وخدمة أصيلة للعدل والمساواة والسلام، ويبدو أ ديناميت الفريد نوبل، ومنذ مائة وثلاثين سنة تمكن أىضاً من تفجير المواهب الكبرى وتركها في سباق شريف نحو القمة، ولا أدري لماذا لا يشعر أمثاله من القتلة بتأنيب الضمير حتى تزداد الجوائز العالمية؟ مع أن اسم نوبل لم تستطع أية قنبلة نسف ذكراه، وهذا ما سوف يستفيد منه عتاة الطغاة عبر التاريخ لو كانوا يدركون• أتذكر قول الطيب صالح عن جائزة نوبل “من يسعى إليها كمن يركض نحو سراب” والحقيقة بعد كل ما رأينا وقرأنا، فالجائزة ليست سراباً بل هي نقطة ضوء يمكنها أن تسكت أنياب الظلام حتى إذا كان ذلك لمرة واحدة في كل عام•

عبد الستار ناصر