صدر عن وكالة الصحافة العربية- القاهرة، للزميل الصحفي والكاتب المصري د. خالد محمد غازي، كتاب بعنوان “التحرير الصحفي.. توظيف تكنولوجيا الاتصال”.
الكتاب جاء في تسعة عشر فصلا من أبرز المواضيع التي تناولها: أسس التحرير الصحفي والتحرير الصحفي الالكتروني والصحافة الإلكترونية وحرفية التحرير الصحفي وأخلاقيات الصحافة وأخطاء لغوية في الكتابة الصحفية، الفنون الصحفية، وغيرها، ويجمع الكتاب بين الأكاديمية والمهنية الصحفية.
يقول المؤلف “إن فن الصحافة هو من أكثر الفنون المعرفية تطورًا وتحديًثا؛ لأنه متصل بحياة الإنسان اليومية والمستقبلية، والحياة الإنسانية بطبيعتها تتغير وتتطور، ومن المحال الثبات على وتيرة واحدة. وكل بحث يلقي الضوء على تطوره وأصوله وقواعده، ويحمل في طياته تأريخًا لهذا الفن ودرجة انطلاقه وتطوره الذي بلغ في فترة بعينها من حياة أمة من الأمم، التي هي جزء من مسيرة الإنسانية”.
ويواصل غازي حديثه عن الصحفي والتحرير الصحفي، قائلا: “يمثل التحرير الصحفي صلب العملية الإعلامية الاتصالية، والتي يمكن أن تكون في الوسيلة الإعلامية التي تحملها العناصر التي تكون منها الرسالة، ثم يأتي بعد ذلك البناء والتركيب الخاص بها بوضع هذه العناصر معًا؛ لتنتج رسالة إعلامية معينة مطلوب توصيلها للجمهور”، مبينا أن هناك فريقا من خبراء في الإعلام يرى أن التحرير الصحفي هو الوسيلة؛ فالرسالة ليست بمضمونها فقط، بل هي “فن تطبيق الكلام المناسب للموضوع، والحالة والجنس الإعلامي على حاجة القارئ لها”.
ويتضمن جوهر الفن الصحفي، مزيجًا إبداعيًا من فن التحرير الصحفي، أو الكتابة بلغة تناسب الصحافة، كوسيلة، وتتسق مع سمات جمهورها، والتصوير الصحفي، والرسوم اليدوية بأنواعها الساخرة، والتوضيحية والتعبيرية، وفن الصور الصحفية والرسوم، ثم الفن الإعلاني، وأخيرًا، فن الإخراج الصحفي، الذي يتولى عملية الإبراز والتنسيق والجذب للمادة الصحفية، وللمادة الإعلانية وتكوين شخصية للصحيفة.
ومن هنا، يكتسب موضوع اكتساب المهارات اللازمة للعمل الصحفي أهمية قصوى، وهذه المهارات أو الأساسيات بمثابة إرشادات تضيء الطريق للصحفي في مشوار حياته؛ لهذا خصصنا لها هذا الكتاب على أمل أن يكون مفيدًا لمن يطالعه، ومحققًا لهذه الغاية، وأن يكون استجابةً حضاريةً لمتطلبات من يحتاجون إلى الإلمام بأساسيات المعرفة في موضوع الكتابة الصحفية، دونما إغراق في التعمق، أو سطحية في التناول. وهذا ليس موجهًا للعاملين في المجال الصحفي فحسب، بل يهدف بالقدر نفسه إلى رسم خريطة إعلامية للمسؤولين عن مخاطبة الرأي العام، وصياغة عقل المجتمع وتوجهاته السلوكية.
ويرى د. غازي أن مهنة الصحافة كسائر المهن في المجتمع، تحتاج إلى استعداد طبيعي، ولكنها -كأي مهنة- لها مكونات ثلاثة هي: المعارف، والمهارات، والقيم، التي يمكن اكتسابها، وتطويرها، تعليمًا وتدريبًا، ويختلف خبراء الإعلام، وخاصة في مجال الصحافة؛ فالبعض منهم يقسم التحرير الصحفي على أساس الموضوع، فهناك تحرير للحوارات وآخر للقاءات وثالث للتحقيقات ورابع للسينما والمسرح والفنون… الخ. وهناك من يميلون إلى تقسيم التحرير الصحفي إلى فنون من حيث الزاوية التي ينظر منها المحرر إلى هذه الفنون. فهناك الزاوية الواقعية، وهناك التاريخية، وهناك الزاوية النقدية، وهناك الزاوية التي تتصل بالخبرات الخاصة وإضفاء الجانب الشخصي على طريقة الكتابة… وهناك من يميل إلى الزاوية الموضوعية الحيادية…الخ.
ومن الخبراء من يفضلون تقسيم التحرير الصحفي على أساس الأشكال المختلفة -كما هو معروف- الخبر، والمقال، والعمود، والحديث، والتحقيق، والقصص الإخبارية التي تكون على شكل طرائف خفيفة، ويسميها الإنجليز والأميركيون “Features” وكثيرًا ما تتصل هذه الطرائف بأحد المواضيع الإنسانية التي يميل إليها القراء، وهذا يؤكد لنا بما لا يدع أي مجال للشك كيف تتداخل فنون التحرير بعضها في بعض، وكيف يصعب التمييز بينها تمييزًا مانعًا جامعًا.
عزيزة علي
جريدة ( الغد ) الأردنية