( نساء نوبل).. كتاب يتحدث عن نساء منحن جائزة نوبل والكاتب خالد محمد غازي يبحث هذا الكتاب في الظروف التي جمعت بين تسع منهن حتى عام 2004م ومن خلال قراءة الكتاب يتضح أن للاضطهاد تأثيراً على الإبداع، والاضطهاد بالنسبة لحالة مبدعة كان على شكل إعاقة جسدية كما حصل مع الفائزة الأولى الكاتبة ( سلمى لاجيرلوف) المصابة بشلل أطفال أقعدها وأجبرها على الوحدة والاغتراب، واضطهاد الوحدة أيضاً جمع بين الأولى وبين الثانية الكاتبة الإيطالية (غرانسيا داليدا) التي عاشت غريبة في موطنها في جزيرة ( سردينا) بسبب الشعوذة والطقوس السحرية التي كان يؤمن بها أهل تلك الجزيرة فعاشت اضطهاد الوحدة، حققت داليدا نجاحاً أدبياً كبيراً بدوافع قهرها الداخلي، أما العامل الثاني الذي جمع بين أخريات فهو الفقر، والفائزة الثالثة ( سيغريد أندسيت) فقرها المدقع حرمها من تعلم الرسم فانكفأت على الكتابة تكتب عن فقرها وعن خيبة أملها في تحقيق رغبتها ومن أشهر كتبها رواية ( السنوات الطوال). أما الفائزة الرابعة (بيرل باك) كاتبة أمريكية مشهورة في عالم الثقافة والأدب، مأساتها كأم حرمت من ابنتها المعاقة عقلياً والتي عاشت في مؤسسة للرعاية العقلية، وأكثر عنفاً مأساة الشاعرة التشكيلية ( غابريللا ميسترال) التي أنهكها مرض خطير قضى عليها بالإضافة إلى الصدمات التي تعرضت لها بسبب انتحار الرجال الثلاثة الذين أحبتهم أولهم حبيبها ثم ابنها بالتبني وأخيراً صديقها الوحيد الأديب النمساوي ستيفان زيفايج. أما السادسة فهي ( نيلي سخن) التي يميز قصائدها الحزن والانهزام، لاحقها النازية الألمان طويلاً وعاشت مهزومة النفس لقسوة التميز العنصري الذي مورس عليها وأصبح بالفعل قضية إبداعها وشاركتها زميلتها الأمريكية السوداء توني موريس الكاتبة التي تميزت رواياتها بافتقاد العلاقة الإنسانية المتوازنة مع الآخر وفي معاناة بنات جنسها أما التاسعة فهي شاعرة المصير الإنساني والاغتراب النفسي المتمسكة بفكرة عدم الزواج ( بشمبورسكا) وفي كتاباتها تظهر صورة المنفى المؤلمة. فهل المآسي بالفعل تجمع وتخلق الإبداع؟ لا أشك أن الجائزة لها وقع كبير في النفس ولكن أرجو أن لا تكون المآسي سبباً في حصولها.
أنيسة الشريف مكي