مي زياده هي واحده من الأدباء الذين أثروا في سماء الأدب العربي ثم طواى الزمن علمها وسيرتها
عن مي زياده: ولدت مي زيادة بالناصرة بفلسطين وهي أبنه وحيده لأب لبناني وأم فلسطيني تلقت دراستها الابتدائية في الناصرة والثانوية في عينطوره بلبنان وإنتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة ودرست في كلية الآداب وأتقنت مي العديد من اللغات وهي ( الفرنسية والانجليزية والايطالية والالمانيه والاسبانية ) وغيرها من اللغات الاخرى .
ودرست مي الادب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة ونشرت مقالات أدبيه ونقدية واجتماعيه منذ صباها فلفتت إليها الأنظار . كانت مي تعقد مجلسها كل ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور ونشرت مقالات وأبحاث في كبريات الصحف والمجلات المصرية .
وكان أول أعمال مي زيادة ديوان شعر بالفرنسية وكان بعنوان “أزاهير حلم” كما صدر لها العديد من الإعمال مثل (باحثة البادية ، كلمات وإشارات ، المساواة ، ظلمات وأشعه ، بين الجزر والمد ،الصحائف )
أما عن حالة مي النفسية فقد عانت كثيراً بعد وفاة والدها عام 1929 ووالدتها عام 1932؛ كما أصيبت باكتئاب بعد وفاة الشاعر جبران خليل جبران والذي أثر على حياتها بالغ الأثر حيث كانت تحبه حباً روحياً رغم أنهم لم يسبق لهم اللقاء ولو مره واحده في حياتيهما وما عرفتهُ وأحبتهُ إلاّ عن طريق المراسلة وكانت بينهم الكثير من الرسائل العلمية ، وقضت أعظم وأعقل حكماء وأُدباء عصرها بعض الوقت بمستشفى الإمراض العقلية وبعدها أرسلها أصحابها إلى لبنان حيث يسكن ذووها فأساءوا إليها وأدخلوها “مستشفى الإمراض العقلية” لمدة تسعة أشهر وحجروا عليها فاحتجّت بعض الصحف اللبنانية وبعض الكتاب والصحفيون على السلوك السيئ لأقاربها فنقلت لمستشفى خاصة ببيروت ثم استعادة عافيتها وخرجت إلى بيت مستأجر وأقامت عند الأديب أمين الريحاني عدة أشهر ثم عادة إلى مصر.
عاشت مي صقيع الوحدة وهذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها في الدنيا وحاولت أن تسكب أحزانها على أورقها ولكن لم يشفيها ذلك من آلام الفقد الرهيب دفعه واحد لكل أحبابها ؛ وسافرت مي إلى إنجلترا أمملاً في أنا تغير المكان ربما يخفف عنها ذلك قليلا لكن حتى السفر لم يكن الدواء فعادة إلى القاهرة ثم سافرة إلى إيطاليه لمتابعة محاضرات عن أثار اللغة الايطالية ثم عادة إلى مصر ،وبعدها سافرت مره أخرى إلى روما ثم عادة إلى مصر حيث استسلمت لأحزانها …
توفيت مي في مستشفى المعادي بالقاهرة عن عمر 55 عاماً . وقالت هدى شعراوي في تأبينها “كانت المثل الأعلى للفتاة الشرقية الراقية المثقفة ”
وتغنى كثيراً من الشعراء والأدباء باسم مي ومن هؤلاء أذكر د. خالد غازي الذي أرادا أن يتحرى حياة تلك المعذبة وهذه الاسطوره العلمية التي قالت عن نفسها “إن هذه العلوم لمن كانوا قبلي كان علماً مضغوطاً حُشِرا بعقلي الصغير هذا وأحكمت إتقانهُ ” فقام د.خالد غازي بإخراج كتاب “مي زيادة.. حياتها وسيرتها وأدبها وأوراق لم تُنشر”
اليرموك نيوز