” نساء نوبل” أوالفائزات بالجائزة في الآداب .. تسع نساء فقط مقابل عدد كبير من الرجال نسبة قليلة، فهل يمكن القول ـ كما يتساءل مؤلف الكتاب ـ بأن هناك شبهة تعمد في ابعاد الجائزة عن حواء؟ وغابت كذلك المبدعة العربية ـ كما تشير مقدمة الكتاب ـ وفيما عدا ذلك فإن نساء نوبل توزعن بين اميركا والدول الاوروبية.
كتاب ( نساء نوبل : الفائزات بالجائزة في الآداب ) للكاتب المصري خالد محمد غازي من اصدار وكالة الصحافة العربية بالقاهرة الطبعة الاولي 2004م يحتوي علي مقدمة تحت عنوان: المرأة هي المرأة وموضوعات عن نساء نوبل تقسم الي وحدات مستقلة بذاتها كالفصول وهي تبدأ بالفائزة الاولي بالجائزة الكاتبة السويدية: سلمي لاجير لوف، والكاتبة الايطالية: جراتسيا ديليدا والكاتية الزنجية: توني موريسون، والشاعرة اليهودية: نيلي ساخن، والكاتبة الافريقية: نادين جودديمر، الكاتبة البولندية: فيسلافا شيمبورسكا، والروائية النرويجي: سيجر يد اندسيت، وتليها الكاتبة الاميركية: بيرك بك، بعدها الشاعرة التشيلية: جابر يللا ميسترال.
بعد ذلك مقال عن القواسم المشتركة بين الفائزات، ثم دائرة السلوك، والحديث عن الجائزة في ديار العرب بفوز الكاتب العالمي نجيب محفوظ . والملاحق هي نوبل .. العبقرية والجائزة المدهشة ثم مؤسسة نوبل .. الشروط والقانون واخيرا الجائزة الاكاديمية السويدية.
عجائب و مفارقات
اول كاتبة تنضم الي قائمة الفائزين بنوبل هي: سلمي لاجير لوف 1909م حين حصلت علي الجائزة وهي في قمة شهرتها وتعد من ابرز وجوه الادب السويدي في القرن العشرين ، وقد عرفت في عالم الادب بعد نشرها (ملحمة غوستابر برلنغ) عام 1891م ورحلت الي فلسطين واقامت مدة من الزمن بالقدس ومن مؤلفاتها: الروابط غير المرئية عام 1894 وعجائب المسيح الدجال عام 1897م واور شليم 1901 م وكتاب الاساطير ورحلة نيلز هولغر ستوتز الرائعة عبر السويد 1906م وملك البرتغال والبيت القديم وحوذي الموت 1912م وقد فازت بجائزة نوبل وهي في سن صغيرة نسبيا، واصبحت اول امرأة تنضم الي الاكاديمية السويدية وظلت تكتب حتي اواخر حياتها عام 1940م
جراتسيا ديليدا، نائبة النساء الفائزات بجائزة نوبل عام 1926 ولدت في جزيرة سردينيا واحتلت الجزيرة مكان الصدارة في اعمالها الروائية واستطاعت ان تلفت الانظار الي اهمية الادب الايطالي، اولي رواياتها بعنوان: زهرة سردينيا ونالت الشهرة بعد رواية: الباس بارتولو نشرتها عام 1903م وكتبت اكثر من عشر روايات وبضع مجموعات من القصص القصيرة وبعض الاشعار ومسرحية من ثلاثة فصول، وبعد وفاتها ظهرت لها روايتان اخريان واقبلت علي الكتابة والتأليف حتي اواخر حياتها عام 1936م
توني موريسون كاتبة من الجنوب الاميركي تفوز بالجائزة عام 1993 ولم يسبق لاي كاتب اميركي زنجي ان نال هذا الشرف الكبير، ولدت توني موريسون في ولاية اوهايو ومن الروايات لها: العيون الاشد زرقة 1970 ثم (صولا) عام 1974 واغنية سليمان1977م وطفل من فصيلة بنات القرنية 1981م، ثم (محبوبة) واخيرا (جاز) 1992 وتمثل توني موريسون تيارا جديدا ظهر في السنوات الاخيرة من الكاتبات الزنجيات المتميزات ، ومن اعمالها الهامة (البحث عن حديقة آمنة) ونيللي ساخس حصلت علي جائزة نوبل عام 1966 بالرغم من انها كاتبة مغمورة ولدت في مدينة برلين عام 1891 وهربت الي السويد مع امها واستقرت في استكولهم ولم تترك السويد حتي الموت وهي شاعرة لها ديوان: (هروب ومسخ للكائنات) و(جسر الالغاز) والبرج المائل واحلام اليقظة وسفينة من الحمقي لكن شهرتها الرائعة تقوم علي ديوانها(جواد واهن)
ظاهرة الكتاب البيض والكاتبة الافريقية نادين جوديمر البيضاء التي تدافع عن حقوق السود الجائزة عام 1991م لاعتبارات غير سياسية وحاول الاعلام الغربي ان يلصق بها صفة اليهودية دون فائدة وهي اول امرأة تفوز بالجائزة بعد ربع قرن من فوز نيللي ساخس ، وقد شكلت ظاهرة من الكتاب البيض دافعوا عن كرامة الانسان ومن اشهر مؤلفاتها: صنيف شرف ، ومناسبة للحب، ابنة برجر، ونزوة الطبيعة واخيرا قصة ابني وقد ناصرت الزعيم الزنجي يلسون منديلا ابان سجنه.
الكاتبة البولندية: فيسلافا شيمبورسكا فازت عام 1996 هذه الشاعرة العجوز صدر لها تسع مجموعات شعرية وعدد من القصائد المتناثرة وقد نشرت اولي قصائدها في عام 1945م وعرفها الجمهور بشيخة الادب البولندي نذكر من دواوينها:(ابحث عن كلمة) واسئلة لنفسي ونداء الي بيتي والملح ومليون ضحية وامل مشرق،
الروائية النرويجية: سيجر يداندسيت كتبت ثلاثية (كريستين) التي رشحتها الي جائزة نوبل صورت فيها حياة النرويج في العصور الوسطي وكانت المرأة هي الشخصية الرئيسية في ابداعها وفي آخر ايامها انشغلت اندسيت بتأليف كتاب عن السياسي الانكليزي (آدموندبورك) لكنها لم تستطع انهاءه فقد تأثرت بمرضها وتوفيت في بلدة (ليلهامر) بالنرويج في 10 مايو 1949م
بيرل بك اول كاتبة اميركية تفوز بجائزة نوبل 1938م من اشهر اعمالها الروائية (الارض الطيبة) وريح الغرب التي تدور احداثها في الصين والارض الكورية والحب يبقي وقد اثار فوزها ضجة لان كتاباتها لم تكن ترقي الي مستوي الجائزة توفيت في عام 1973م.
عبد الستار خليف